في الذاكرة، وفي الأرشيفات العائلية، وفي الفضاءات العامة المتنازع عليها، تأتي الأعمال العشرون* المختارة لمنحة الأفلام الوثائقية لعام 2025 لمخرجين ومخرجات من فلسطين وسوريا والمغرب ولبنان وتونس والجزائر ومصر واليمن، لتستكشف تواريخ لا تزال تتشكل، يصوغها الغياب بقدر ما يصوغها ما تبقى وصمد.
بعضها يعود إلى أماكن على حافة الزوال -مسرح تملكه عائلة في رام الله، أو منزل مهدَّد في ريف المغرب- فيما يغربل البعض الآخر تركات الماضي، بين المقاطع الأرشيفية وسجلات المستشفيات النفسية، بحثاً عما كُمم فاهه، وما تبعثر، وما مُحي. من مدن معلَّقة بين الانهيار والبقاء، إلى سواحل تنخرها كيانات تعبث بالأرض، تطرح أفلام دورة 2025 الكثير من التساؤلات: كيف تُذكر الحكايات؟ وأي الأصوات تظل باقية؟ وما الذي يظل ممكناً بعد التمزُّق؟ تعكس الأفلام نزعة مشتركة لمساءلة ما نرثه، وكيف نختار أن نحمله معنا إلى المستقبل. وفي فعل المساءلة هذا، وفي التنقيب وإعادة التركيب، يسعى المخرجون والمخرجات إلى صياغة الماضي في صورة مركّبة، متعدّدة الطبقات، نابضة بالحياة. حيث تتحوّل الذوات والمنازل، وخيالات الانتماء والوطن، إلى فضاءات جهد متواصل لتوليف الزمن.
خضعت التقديمات هذا العام لمراجعة ثلاث لجان، هم: جمال كركار (الجزائر) ولواء يازجي (سوريا)، أمل رمسيس (مصر) وقيس قاسم (العراق)، ورولا ناصر (الأردن) ورائد الرافعي (لبنان). المشاريع التي اجتازت تلك المرحلة قيّمتها لجنة تحكيم مؤلّفة من ثلاثة مختصين بالسينما المستقلة.
اجتمعت لجنة تحكيم 2025 -المكونة من محررة الأفلام اللبنانية غلاديس جوجو، والمديرة الفنية الجزائرية ليلى أعوج، والمخرج والقيّم والمحاضر الأكاديمي المصري مروان عمارة- لاختيار القائمة النهائية. وفي ختام مداولاتها، أصدرت اللجنة البيان التالي:
* اختار ثلاثة من مخرجي المشاريع المدعومة عدم الإعلان عن مشاريعهم