الهوامش والفضاءات وما بينها من حكايات: إعلان الفائزين بمنحة برنامج الكتابات الإبداعية والنقدية لعام 2025
20 / 8 / 2025

بين مقالات نقدية وقصص للأطفال ومذكرات شخصية وكتابات تجريبية، تنطلق المشاريع الـ22 المختارة لبرنامج الكتابات الإبداعية والنقدية لعام 2025 في مسعى للتفكير مع -والكتابة ضد- الشروط التي تصوغ حياتنا في المنطقة اليوم.

بين عمارة الذاكرة وعمارة الحجر، يسعى كثير من هذه المشاريع إلى زعزعة الحدود بين الاستذكار الفردي والتواريخ الجمعية: من تهويدات الأمهات في غزة، إلى الحكايات الشعبية للمستعبَدين في مصر القرن التاسع عشر، وصولاً إلى التصدعات الزمنية في خيالات بغداد الحضرية والاجتماعية. لا تفصيلة غير مهمة مهما كانت صغيرة -سواء كُتبت على جدران زقاق ضيق أو زارت الذاكرة في حياة أخرى لقرية انمحت.

تلجأ بعض المشاريع إلى أدوات بصرية لتشكيل سردياتها، سواء في هيئة موسوعات، أو روايات مصورة، أو كتابات مرفقة بالرسوم. هنا، تنطق الحيوانات بما سُلِب، ويشهد التصميم على المقاومة، وتخطّ الزخارف استمراريةً تصل الماضي بالمستقبل. فيما تنخرط أعمال أخرى في دراسة وتحليل الفنون الجميلة، مستكشفة كيف تدوم الأشكال الجمالية، وتتحول، وترسل صداها إلى الحاضر. عبر دعوة الشذرات -أشياءً وأصواتاً وإيماءات- إلى حوار نصي وبصري مع الفضاءات الأكبر للحياة اليومية، أو مشاهد المدينة، يمارس الكتّاب فعل الكتابة كوسيلة للاستقصاء وتتبع الأثر، ليسكنوا من خلالها الطبقات الزمنية والاجتماعية والمكانية لعوالمهم الخاصة.

خضعت التقديمات هذا العام في جولتها الأولى لمراجعة لجان قرّاء ضمّت: عبد العزيز بركة (السودان)، ومنصورة عز الدين (مصر)، وفارس لونيس (تونس)، وجولان حاجي (سوريا)، وراجي بطحيش (فلسطين)، وعمر الدليمي (العراق). المشاريع التي اجتازت تلك المرحلة قيّمتها لجنة محكّمين مستقلين.

اجتمعت لجنة تحكيم 2025 -المكونة من الأكاديمية السورية، نسرين الزهر، والكاتب المغربي، إسماعيل غزالي، والناقد والصحفي المصري، محمد شعير- لاختيار القائمة النهائية. وفي ختام مداولاتها، أصدرت اللجنة البيان التالي:

    "سعدت لجنة تحكيم برنامج الكتابات الإبداعية والنقدية بقراءة المشاريع المرشحة لهذه الدورة. لفت انتباهنا التنوع الأدبي وتداخل أجناسه، والاهتمام الكبير بالصورة في معظم المشاريع، بما يتسق مع الطفرة التكنولوجية المتسارعة، والحاجة إلى وسائط مبتكرة.

    كما لفتنا، على نحو خاص، الاهتمام بالمشاريع التوثيقية والتنقيب التاريخي والاجتماعي والثقافي، في محاولة للحفاظ على الذاكرة، وفهم اللحظة الراهنة بما تحمل من تحولات مأساوية، سياسياً واجتماعياً وإنسانياً وثقافياً عبر "التأريخ من الأسفل". هذا النزوع إلى التوثيق يربط قلق الذات المبدعة بانتمائها الإنساني للحظتها التاريخية، وبيئتها المحلية. ووفق هذا المنظور، استرعت المشاريع المتعلقة بالعمران انتباهنا، كتأكيد على الوعي المتزايد بأثر النظم السلطوية على مفهوم المدينة، سياسياً وبيئياً وجمالياً.

    برز في هذه الدورة الاهتمام بدراسات الفن التشكيلي، والفنون البصرية سواء ما تعلق بالتوثيق أو بالنقد، وهو ما يفصح عن طفرة بصرية أمست الذائقة العربية تراهن عليها بقوة.

    كان إيجابياً أن نطّلع ضمن المشاريع المقترحة على خرائط إبداعية مجهولة، مثل الأدب التشادي المكتوب باللغة العربية، مما يغني المنجز السردي والجمالي العربي.

    كما لاحظنا تزايد الاهتمام بالمنصات الأدبية والفنية، كأدوات ذات قابلية وفاعلية، في إيصال المعلومة بطرق سلسة تكسر الأنماط التقليدية للنشر، كما تستهدف تفاعلاً جماهيرياً واسعاً، فضلاً عن الاهتمام المتزايد بالرواية المصورة.

    كل التوفيق للفائزين والفائزات بمنح هذه الدورة."

المشاريع المختارة