بين مقالات نقدية وقصص للأطفال ومذكرات شخصية وكتابات تجريبية، تنطلق المشاريع الـ22 المختارة لبرنامج الكتابات الإبداعية والنقدية لعام 2025 في مسعى للتفكير مع -والكتابة ضد- الشروط التي تصوغ حياتنا في المنطقة اليوم.
بين عمارة الذاكرة وعمارة الحجر، يسعى كثير من هذه المشاريع إلى زعزعة الحدود بين الاستذكار الفردي والتواريخ الجمعية: من تهويدات الأمهات في غزة، إلى الحكايات الشعبية للمستعبَدين في مصر القرن التاسع عشر، وصولاً إلى التصدعات الزمنية في خيالات بغداد الحضرية والاجتماعية. لا تفصيلة غير مهمة مهما كانت صغيرة -سواء كُتبت على جدران زقاق ضيق أو زارت الذاكرة في حياة أخرى لقرية انمحت.
تلجأ بعض المشاريع إلى أدوات بصرية لتشكيل سردياتها، سواء في هيئة موسوعات، أو روايات مصورة، أو كتابات مرفقة بالرسوم. هنا، تنطق الحيوانات بما سُلِب، ويشهد التصميم على المقاومة، وتخطّ الزخارف استمراريةً تصل الماضي بالمستقبل. فيما تنخرط أعمال أخرى في دراسة وتحليل الفنون الجميلة، مستكشفة كيف تدوم الأشكال الجمالية، وتتحول، وترسل صداها إلى الحاضر. عبر دعوة الشذرات -أشياءً وأصواتاً وإيماءات- إلى حوار نصي وبصري مع الفضاءات الأكبر للحياة اليومية، أو مشاهد المدينة، يمارس الكتّاب فعل الكتابة كوسيلة للاستقصاء وتتبع الأثر، ليسكنوا من خلالها الطبقات الزمنية والاجتماعية والمكانية لعوالمهم الخاصة.
خضعت التقديمات هذا العام في جولتها الأولى لمراجعة لجان قرّاء ضمّت: عبد العزيز بركة (السودان)، ومنصورة عز الدين (مصر)، وفارس لونيس (تونس)، وجولان حاجي (سوريا)، وراجي بطحيش (فلسطين)، وعمر الدليمي (العراق). المشاريع التي اجتازت تلك المرحلة قيّمتها لجنة محكّمين مستقلين.
اجتمعت لجنة تحكيم 2025 -المكونة من الأكاديمية السورية، نسرين الزهر، والكاتب المغربي، إسماعيل غزالي، والناقد والصحفي المصري، محمد شعير- لاختيار القائمة النهائية. وفي ختام مداولاتها، أصدرت اللجنة البيان التالي: