على خشبات المسرح وفي غرف البروفات، تسلّط المشاريع الـ21 المختارة لبرنامج الفنون الأدائية لدورة 2025 الضوء على الأداء باعتباره فضاءً لما هو ممكن؛ للاشتباك مع التجارب الشخصية والجمعية في المنطقة. عبر الرقص والمسرح والحكي ومسرح خيال الظل والموسيقى والوسائط المتعددة، تتناول هذه المشاريع قضايا الحاضر المُلحة، وتبحث في ما يكمن وراءها من حقائق لم يحسم أمرها بعد.
تولي بعض المشاريع أنظارها نحو الماضي، سواء عبر حفريات أو مقاطع أرشيفية أو من خلال نصوص مسرحيات شكسبير وجينيه وبيكيت، لتصنع عروضاً تتساءل عما يمكن أن يختلف لو عشنا في مجتمعات أقل تركيزاً على الأبطال، أو لو تغيّرت التراتبية العرقية في أعمال الخدمة المنزلية. بينما تركز مشاريع أخرى على الجسد بكل حسيته، أو على السرديات السائدة التي تطوف حول واقعنا، ساعين إلى تشكيلها لتصبح مفردات وجماليات وحساسيات وأراضٍ جديدة. يتحول صمت الاعتقال إلى فعل تحدٍ، وتُفْضي القوى الهادمة للاحتلال المجال لدراسة حرية الحركة. وتُعاد صياغة شروخ الأسرة في دوامة سريالية تُعيد فهم علاقات القوة. حتى التنفس يتحوّل إلى فعل مقاومة.
ترتكز هذه الأعمال -المقدمة من ممارسين وممارسات وكيانات في مصر ولبنان والمغرب وفلسطين والصومال وسوريا وتونس- على المقاربات الكلاسيكية بقدر ما تستكشف التجارب الهجينة. ويوسع كثير منها أُطر الأداء إلى ما يتجاوز المساحات التقليدية له، مركزاً بذلك على البعد المجتمعي للممارسة، من خلال عروض في الشوارع والمراكز المجتمعية والمساحات النقاشية. وفي تعددها، تؤكد هذه المشاريع على أن الفنون الأدائية هي وسيلة للاستمرارية، ووسيلة للمقاومة والتحوّل.
خضعت التقديمات هذا العام في جولتها الأولى لمراجعة لجان قرّاء ضمّت: عبدالله الكفري (سوريا)، وأسماء هوري (المغرب)، وكريستيل خضر (لبنان)، وسحر عساف (لبنان)، وعمر أبو سعدة (سوريا). المشاريع التي اجتازت تلك المرحلة قيّمتها لجنة محكّمين مستقلين.
اجتمعت لجنة تحكيم 2025، التي تضم: الممثلة التونسية لبنى مليكة، والممثل والمخرج اللبناني فادي أبي سمرا، والممثل السوري محمد آل رشي، لاختيار القائمة النهائية. وفي ختام مداولاتها، أصدرت اللجنة البيان التالي: