مسرحة الممكن: إعلان الفائزين بمنحة برنامج الفنون الأدائية لعام 2025
28 / 8 / 2025

على خشبات المسرح وفي غرف البروفات، تسلّط المشاريع الـ21 المختارة لبرنامج الفنون الأدائية لدورة 2025 الضوء على الأداء باعتباره فضاءً لما هو ممكن؛ للاشتباك مع التجارب الشخصية والجمعية في المنطقة. عبر الرقص والمسرح والحكي ومسرح خيال الظل والموسيقى والوسائط المتعددة، تتناول هذه المشاريع قضايا الحاضر المُلحة، وتبحث في ما يكمن وراءها من حقائق لم يحسم أمرها بعد.

تولي بعض المشاريع أنظارها نحو الماضي، سواء عبر حفريات أو مقاطع أرشيفية أو من خلال نصوص مسرحيات شكسبير وجينيه وبيكيت، لتصنع عروضاً تتساءل عما يمكن أن يختلف لو عشنا في مجتمعات أقل تركيزاً على الأبطال، أو لو تغيّرت التراتبية العرقية في أعمال الخدمة المنزلية. بينما تركز مشاريع أخرى على الجسد بكل حسيته، أو على السرديات السائدة التي تطوف حول واقعنا، ساعين إلى تشكيلها لتصبح مفردات وجماليات وحساسيات وأراضٍ جديدة. يتحول صمت الاعتقال إلى فعل تحدٍ، وتُفْضي القوى الهادمة للاحتلال المجال لدراسة حرية الحركة. وتُعاد صياغة شروخ الأسرة في دوامة سريالية تُعيد فهم علاقات القوة. حتى التنفس يتحوّل إلى فعل مقاومة.

ترتكز هذه الأعمال -المقدمة من ممارسين وممارسات وكيانات في مصر ولبنان والمغرب وفلسطين والصومال وسوريا وتونس- على المقاربات الكلاسيكية بقدر ما تستكشف التجارب الهجينة. ويوسع كثير منها أُطر الأداء إلى ما يتجاوز المساحات التقليدية له، مركزاً بذلك على البعد المجتمعي للممارسة، من خلال عروض في الشوارع والمراكز المجتمعية والمساحات النقاشية. وفي تعددها، تؤكد هذه المشاريع على أن الفنون الأدائية هي وسيلة للاستمرارية، ووسيلة للمقاومة والتحوّل.

خضعت التقديمات هذا العام في جولتها الأولى لمراجعة لجان قرّاء ضمّت: عبدالله الكفري (سوريا)، وأسماء هوري (المغرب)، وكريستيل خضر (لبنان)، وسحر عساف (لبنان)، وعمر أبو سعدة (سوريا). المشاريع التي اجتازت تلك المرحلة قيّمتها لجنة محكّمين مستقلين.

اجتمعت لجنة تحكيم 2025، التي تضم: الممثلة التونسية لبنى مليكة، والممثل والمخرج اللبناني فادي أبي سمرا، والممثل السوري محمد آل رشي، لاختيار القائمة النهائية. وفي ختام مداولاتها، أصدرت اللجنة البيان التالي:

    "اجتمعت لجنة تحكيم الفنون الأدائية لتقييم المشاريع المتقدّمة هذا العام إلى برنامج المنح ولفتت انتباهنا مجموعة من الملاحظات في الطروحات المقدمة.

    تنوعت المشاريع في أشكال التعبير وحمل بعضها أفكاراً وطروحات جيدة من جهة صلتها بالواقع وتفاعلها مع مجتمعاتها. تتعلق أبرز المواضيع المطروحة بالهوية والهجرة والحرب والانتماء والعنف والتمييز الجندري وغيرها، بما يعكس واقع المعاناة التي نعيشها، والأزمات التي تعاني منها مجتمعاتنا، كما لمست اللجنة تقاطعات بين مجموعة كبيرة من المشاريع المقدمة.

    رأت اللجنة مستويات متقدمة في مجموعة كبيرة من المشاريع المقدمة على صعيد الشكل الفني أو المعالجة العميقة وملامسة الواقع، بما يدلّل على ارتباط الفنانين بقضايا شعوبهم ومجتمعاتهم. بدا واضحاً من مجموعة المشاريع المقدمة الحاجة إلى تعزيز النشاطات الفنية في الأطراف وعدم اقتصارها على المراكز، أي أن ثمة حاجة ملحة لإيصال هذا الصوت إلى القرى والأرياف والمناطق المهمشة والمنسية من سلطاتها.

    عكست هذه المشاريع الأزمة التي يعيشها الفنان في إيجاد الأماكن والمساحات الفنية (قاعات تدريب، مسارح صغيرة، مراكز فنية، إلخ)، مما يجعل معالجة هذه المسألة حاجة ضرورية لاستمرار الاشتغال الفني في المنطقة.

    على صعيد آخر، تتمنى اللجنة من المتقدمات والمتقدمين للحصول على المنحة التزام الواقعية في الميزانية المطلوبة لفتح المجال أمام عدد أكبر من المتقدمين للحصول عليها والوضوح في تقديم الطلبات والابتعاد عن الإنشائية وتقديم النماذج التفصيلية والوصلات الحية، مما يجعل المشاريع المقدمة صلبة وأكثر وضوحاً وتأثيراً.

    أخيراً، تود اللجنة أن تثني على الجهد الكبير الذي تقوم به آفاق، وتؤكد على الأهمية القصوى لمواصلة هذا الدعم الذي مكّن، وسوف يمكّن، العديد من العاملين في المجال الفني من تحقيق رؤاهم على خشبات المسارح."

المشاريع المختارة