مائة عام من المخيّمات: معارف وأشكال السِّيادة لدى اللاجئين خارج نطاق الدولة القوميّة

 |  المنتدى العربي الأوروبي الإبداعي  |  2017  |  المانيا

برلمان الأجساد
دوكيومنتا 14
12، 13 آب/أغسطس 2017
تنسيق مشترك لـرشا سلتي و پول پريسيادو

سيقوم تجمُّع "برلمان الأجساد" باستكشاف الأنساب والإپيستيمولوجيّات والتراث والمعارف المنتَجة ضمن واحدة من أكثر تَرِكات القرن العشرين ألماً وسُقماً، وهي "مخيّمات اللاجئين". أوّل لاجئو القرن كانوا أولئك الذين نَجوا من الإبادة الجماعية للسُّكان الأرمن الذين يعيشون في الأراضي التي سرعان ما أصبحت "جمهورية تركيا" بين عامي 1915 و1923. وكانت الإبادة الجماعية للأرمن من مسبّبات ظهور المنظمات الإنسانية الدولية التي توفر الإغاثة للناجين، نشأة المخيّمات، ظهور مراكز الفَرز في البلاد المجاورة وتغطية وسائل الإعلام العالميّة لأهوال تجربة النزوح بالتقارير والصُّوَر الفوتوغرافيّة. إخترع مخيّم اللاجئين نظاماً سياسياً دون حقوق سياسيّة، ونظاماً مرئيّاً من الإنكشاف التّام والتّجرُّد من الملكيّة.

على مدى القرن الماضي، تمركزت النظريات والسّياسات والإتّساع المعرفي حول المواطنة والدولة القومية، في حين ظلَّت الأشكال الأخرى من التكوين المجتمعي والتنظيم الإقتصادي والحَضَري ونُسُج العلاقات الإجتماعية خارج نماذج الدولة والمواطنة، إستثنائيّة نظرياً ومتعلّقة بالأنثروبولوجيا والأثنوغرافيا والإحتمالات الإنسانية. دام وجود تلك المخيّمات التي أنشئت على مبدأ عدم الإستمراريّة والدوام لأكثر من نصف قرن، ووُلِدَت أجيالٌ كاملة من قاطينها وهم يحملون هويّة لاجئ/لاجئة، حتى لو لم يكونوا قد عانوا من التَّهجير القسري الذي عاشه آباؤهم أو أجدادهم. ومع مرور الوقت، أصبحت مخيمات اللاجئين عبارة عن ولايات داخل مُدُن، وأصبح اللاجئون مُتَوطِّنين ومُستعبَدين رسميّاً، وضيوفاً على الإقتصاد الوطني. بعد مائة عام على الإبادة الأرمنية، تزايد عدد الأشخاص المصنفين كلاجئين بشكل ملحوظ. وأصبح عمل المنظَّمات الإنسانيّة المُكلَّفة ببقاء المخيّمات وبتحديد مصيرها، كامناً بشكلٍ عميق في النظام بحيث تحوّل إلى أمر طبيعي ومألوف، ومع ذلك فإن تصوُّر وإدراك ما تمثّلُه المخيّمات يبقى "خارج" مجالات المعرفة المفيدة وطُرُق العَيش والوجود في العالم.

تقترح هذه النّدوة، ضمن "برلمان الأجساد"، قلب وإبطال النماذج والمُثُل، والتقصّي عن مخيمات اللاجئين وعن العيش في العالم كلاجئ، كمفاهيم مركزيّة بدلاً من مفاهيم إستثنائية أو مؤقتة أو مُصاحِبة. من بيروت إلى كاليه، من لسبوس إلى الزّعتري، سنقوم بدعوة مهندسين معماريين ومُخطّطين حَضَريّين ونَظَريين ومُخرجين وفنّانين وكُتّاب وناشطين، للتفكُّر في المعارف المتراكمة والمنقولة من العيش في المخيمات، والقصص التي لا تُحصى عن العمل والبناء والمقاومة والتفاوض مع السلطة وإنتاج المجتمع والفضاء والزَّمانيّة. يشكّل تراث قرن كامل من مخيمات اللاجئين أرضاً خصبة لاستجواب النّماذج المِعياريّة للدولة القومية وللمواطنة، ولإعادة تقييم مختلف عمليات نشوء التنظيم المجتمعي وعلاقات السلطة والقوى وإنتاج الإقتصاد، والزمان والمكان.




البرنامج


11 آب/أغسطس
من الساعة السادسة حتى العاشرة مساءاً (فناء متحف فريدريسيانوم).
ستتركز النّقاشات حول سؤال: من يكتب تاريخ المخيَّم؟ التعرّف على "ثقافة المَنفى" باعتبارها المنظور الذي يمكن من خلاله تخيُّل واختبار البُنى الإجتماعية والمكانية والسياسية خارج إطار فكرة الدولة القومية. ستقدم مجموعة من الجماعات والمُنظّمات مُقترَحاً يدعو إلى الإعلان عن أحد مخيَّمات الضِّفّة الغربيّة كموقع تراث عالمي من قبل منظّمة اليونسكو (مع مشاركات لـ الياس خوري، إسحق البربري، محمد اللحام، ساندي هلال وأليساندرو پيتي).

12 آب/أغسطس
من الساعة الثانية عشر حتى الثالثة ظهراً (فناء متحف فريدريسيانوم).
ستتركّز النِّقاشات حول مسائل الأنساب والأنماط ومنطِق مخيّمات اللاجئين. المُخيّمات كحصيلة صراعات وأزمات، هي أيضاً تجسيد للعولمة: ما هي الجغرافيّات الموجودة داخل هذا الفضاء غير الدائم والمؤقَّت؟ ما هي آليات إنتاج أو إعادة إنتاج العلاقات الإجتماعية والسُّلطة السياسية؟ (مع مشاركة لـ لورينزو پيتزاني).

إسحق البربري هو كاتب وباحث. يجمع عمله بين الخطاب والتدخل المَكاني والتَّعليم والتّعلُّم الجَماعي والإجتماعات العامة. يمارس البربري التّعليم النّقدي، وهو مُنَسِّق "جامعة في المخيّم"؛ برنامج تعليمي تجريبي في مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم (فلسطين). تدور اهتماماته ومشاريعه البحثيّة الأخيرة حول وصف وتقديم اللاجئين والمخيّمات في الضفة الغربية في فلسطين.

ساندي هلال وأليساندرو پيتي – مُنِحا زمالة "كيث هارينغ" في الفنون والنشاط السياسي لعام 2016 – 2017 في كلية بارد. قاما بتأسيس برنامج التّعليم التّجريبي "جامعة في المخيّم"، ويشاركان في إدارة الأستوديو المعماري وبرنامج الإقامة الفنية "DAAR" (جمعيّة دار للتخطيط المعماري والفني).

إلياس خوري – ولد في بيروت ودرس علم الإجتماع والتاريخ في الجامعة اللبنانية في بيروت وفي جامعة باريس. بدأ حياته المهنيّة كناقد أدبي مع كتاب "تجربة البحث عن أُفُق: الرواية العربية بعد هزيمة عام 1967". وكان شخصية بارزة بين طلائع بيروت في الأدب العربي الحديث. نشر إلياس خوري أكثر من اثني عشر رواية وأربعة كتب تتناول النقد الأدبي. وهو معروف أيضا ككاتب مسرحي.

لورينزو پيتزاني مهندس معماري وباحث. يعمل حاليّاً كمحاضر في جامعة غولدسميثس في لندن، حيث يقوم بإدارة استوديو ماستر الفنون في العمارة الجنائية. تتناول أعماله السياسات المكانية والثقافات البصرية للهجرة، مع التركيز بشكل خاص على جغرافيّة المحيط. يعمل پيتزاني أيضاً في مجال علم المحيطات الجنائية، وهو مشروع تعاوني يُحَقِّق بشكل نقدي في نظام الحدود العسكرية في البحر الأبيض المتوسط.

جاد تابت مهندس معماري ومُخّطِّط يعمل بين بيروت وباريس. تمتدُّ ممارسته على أبعادٍ عدّة من التّصميم والبحوث في مجالات المناطق الحَضَريّة التاريخية وتصميم الفضاء العام وإعادة تأهيل وتنشيط البُنى الحضرية التّقليديّة وتطوير استراتيجيات للنمو المستدام للمجتمع، فضلاً عن الإسكان الاجتماعي والمرافق العامة. وهو مُمثِّل لبنان في لجنة اليونسكو للتراث العالمي.