على أطراف الذاكرة والتقليد والنوع الموسيقي: إعلان الحاصلين والحاصلات على منحة "آفاق" للموسيقى لعام 2025
12 / 11 / 2025
تنوعت مقاربات المشاريع الـعشرين المختارة للحصول على منحة الموسيقى لعام 2025 من "آفاق" لتكشف ما يمكن أن تكون عليه الموسيقى وما الغاية منها. حاول البعض استكشاف حدود صوت أو آلة موسيقية، فيما حاول آخر استدعاء ما تحويه الأرشيفات لتذكر حرب ماضية في ضوء حرب جديدة، وسعى آخرون لإحياء أغاني حصاد منسية، أو تأليف أغنيات للأطفال، أو دعم المقاومة السلمية.
ومن مخيم فلسطيني في لبنان مروراً بمجتمعات الشتات في أوروبا، وموسيقات الهامش في جبال منطقة جبالة في المغرب وصولاً إلى إنشاء مركز موسيقي جديد في غزة، اشتبكت المشاريع مع الإيقاعات والألحان التي تشكّل حياتنا. واستكشفت الإمكانات التعبيرية للموسيقى لمن يعزفونها ولمن يستمعون إليها، في الماضي كما في المستقبل، في المنطقة ككل أو في خصوصياتها.
نرى في العديد من هذه المشاريع أسئلة عن الهوية والانتماء، وعن تغير المناخ، والمقاومة، فيما يكرس بعضها كل تركيزه لاستكشاف أغوار تقليد موسيقي عريق أو الإمكانات التي تتيحها آلة موسيقية بعينها.
خضعت طلبات التقديم، البالغ عددها 350 طلباً لهذه الدورة، لمراجعة لجان قرّاء ضمّت: ياسين بولعراس (تونس)، ويسرا الهواري (مصر)، ووداد مجمع (المغرب)، ومكرم أبو الحسن (لبنان)، وسمية إدبا (المغرب)، وطارق رنتيسي (فلسطين).
عُرضت المشاريع التي اجتازت مرحلة القراءة على لجنة تحكيم مؤلفة من: المغنية والمؤلفة نعمى عمران (سوريا)، والفنان والموسيقي رائد ياسين (لبنان)، والمغني والموسيقي لمهدي الناسولي (المغرب). وبعد مداولاتهم والاختيار النهائي، أصدر أعضاء لجنة التحكيم البيان الآتي:
"شكلت عملية التقييم ﻓﺮﺻﺔ مميزة ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ يصعب اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮭﺎ دون ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﮭﺬه.
ﺛﻤﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻧﺎدرة هنا ﻟﺪﺧﻮل ﻋﻮاﻟﻢ ﻋﺪد ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ أنواع موسيقية واﻟﻤﻮﺳﯿﻘﯿﯿﻦ/ات، واﻟﺘﻌﺮّف ﻋﻠﻰ مواهبهم وﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﮭﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﯿﻮم، وﻣﻘﺎرﺑﺎﺗﮭﻢ اﻟﻔﻨﯿّﺔ المتنوعة التي تعلي قيم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ، ﺳﻮاء ﺗﻌﻠّﻖ ھﺬا ﺑﺒﻠﺪاﻧﮭﻢ أو ﺑﻐﯿﺮھﺎ. ﺛﻤﺔ اﺣﺘﺮام ﺧﺎص ﻟﻠنضج الفني ﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ وﺻﻠﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ وﺣﺘّﻰ ﻣﻦ ﻏﺰّة - ھﻨﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛّﺮ وﺑﺎﻟﻤﺘﻌﺔ ﻓﻲ آن.
ﺗﺠﺮﺑﺔ التحكيم هذه جاءت ﻏﻨﯿّﺔ ﺑﺪءاً ﻣﻦ أﻓﻜﺎر المتقدمين اﻟﻤﮭﻤّﺔ، ووﺻﻮﻻً إﻟﻰ اﻟﺤﺮص اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺸﺮوع، وﺗﻘﺪﯾﺮﻧﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮك للموسيقيين، ووﻗﻮﻓﻨﺎ أمام ﻛﻞّ إﺷﺎرة ﺗﻨّﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻮھﺒﺔ اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﯿّﺔ واﻷﺻﺎﻟﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ.
لاحظت اللجنة، من خلال الطلبات المقدَّمة، اهتمام المتقدّمين من ”العرب المهاجرين“ بقضايا العالم العربي الراهنَة وانشغالَهم الوجدانيّ والفنيّ بها. وإذ تنوّه اللجنة بهذا الوعي التفاعلي المتأَصّل، فإنها تنوّه وتثني بالمثل على إقبالِ الفئات العمرية الشابة وتعرب عن أملها في استمرارهم في التقدم للحصول على المنح الإنتاجية باستمرار، فجميعنا ينتظر إضافاتِهم ويحتاجها.
كان من الملفت هذا العام تقاطع هموم معظم المشاريع ومقارباتها الفنيّة في محاولات العثور على مفاتيح العلاقة بين العربي الشرقي الأصيل والموسيقى المعاصرة، للوصول إلى اقتراحات مبتكرة.
ثمّة دفقة من القوّة الداخلية يمنحها إدراك أنّ هذا الكمّ الكبير من المواهب والطموحات يَعيش بالقرب منّا في مختلف بلدان العالم العربي. مواهب تؤكّد من جديد على الثروة التي يمكن أن يمنحها عالم متعدد الثقافات والديانات والأعراق. مما يذكرنا أنه عندما تلتقي الموهبةُ بالمعرفةِ والشجاعةِ والمغامرة، يبدأُ جَديدٌ ما."
تهانينا للمشاريع المختارة: