تشارك أربعة أفلام حظيت بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، في عرضها العالمي الأول، ضمن أقسام مختلفة من مهرجان البندقية السينمائي الدولي لعام 2025. تتعرّض هذه الأفلام، القادمة من السودان وليبيا والجزائر ولبنان، للواقع، في مقاربات مختلفة تسعى للهروب منه أو إعادة تشكيله أو التحرّر منه.
يشارك في قسم "أسبوع النقاد" فيلمان من هذه الأعمال: "ملكة القطن" للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني، و"رُقيّة" للمخرج الجزائري ينيِس كوسيم.
في "ملكة القطن"، نتتبع قصة نفيسة، فتاة مراهقة تعيش في قرية ريفية في السودان تعتمد على زراعة القطن. تصل إلى القرية خطة تنموية من الخارج، يقودها رجل أعمال شاب يحمل معه مشروعاً جديداً وبذور قطن معدلة وراثياً. سرعان ما تجد نفيسة نفسها في قلب صراع خفي على السلطة والمستقبل، وتستيقظ على وعي جديد بقوتها الداخلية، لتبدأ رحلتها في الدفاع عن أراضيها، وعن ذاتها.
أما فيلم "رُقيّة"، فتدور أحداثه بين عام 1993 والوقت الحاضر، من خلال سرديتين متوازيتين: الأولى عن أحمد، رب أسرة يصاب بفقدان الذاكرة إثر حادث سير؛ والثانية عن راقي مسنّ يعاني من الزهايمر تحت رقابة تلميذه القلِق. وبينما يخشى أحمد من لحظة تَذكُّره، يرتعب التلميذ من أن يؤدي فقدان ذاكرة الراقي إلى إطلاق شرٍّ كان قد أُحكمه قبل ثلاثين عاماً.
يسجّل فيلم "أبي والقذافي"، والذي يشارك في قسم "خارج المسابقة - أفلام غير روائية"، إنجازاً بارزاً بكونه أول فيلم ليبي يُعرض في مهرجان البندقية السينمائي منذ 13 عاماً. الفيلم من إخراج جيهان ك.، ويوثّق رحلتها الشخصية في البحث عن والدها منصور ك.، وزير الخارجية الليبي الأسبق، ومندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة، وأحد المعارضين السلميين لحكم القذافي.
من خلال المواد الأرشيفية، والشهادات الحية، والتأملات الشخصية، يعيد الفيلم تتبع رحلة والدتها التي استمرّت لعقدين من الزمن في سبيل الوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة. في الوقت نفسه، يستعرض الفيلم سعي جيهان لفهم ذاكرتها وهويتها، وبناء علاقة مع والد لم تعرفه حقاً، ومع وطن تتوق إلى أن تفهمه وتنتمي إليه.
يُعرض الوثائقي اللبناني "هدوء نسبي" للمخرجة لانا ضاهر ضمن قسم Giornate degli Autori (أيام فينيسيا) ويستعرض التجربة الحياتية لأجيال من اللبنانيين، بدءًا من خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
يعتمد الفيلم على مجموعة واسعة من المواد البصرية والأرشيفية، من أرشيفات صحفية وبث تلفزيوني وثقافة شعبية، إلى فن الفيديو، والصور الفوتوغرافية، والفيديوهات المنزلية، والأفلام الروائية والوثائقية، والمقتنيات الشخصية. ومن خلال هذه المادة الغنية، يرصد الفيلم الدورات المتكررة التي مر بها لبنان من الحرب إلى السلام عبر العقود.
تشمل الأفلام العربية الأخرى المشاركة في دورة هذا العام، "هجرة" للمخرجة السعودية شهد أمين (قسم أضواء فينيسيا) "شارع مالقا" للمخرجة المغربية مريم التوزاني (قسم أضواء فينيسيا)، "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية (في المسابقة الرسمية).
للاطلاع على البرنامج الكامل وجدول العروض، يمكنكم/ن زيارة الموقع الرسمي للمهرجان.